"اليونيسف" و"الصحة العالمية" تطلقان حملة تطعيم ضد الكوليرا بالصومال

"اليونيسف" و"الصحة العالمية" تطلقان حملة تطعيم ضد الكوليرا بالصومال

بدأت حملة التطعيم التفاعلي ضد الكوليرا بجرعة واحدة في 5 مقاطعات في ولاية جوبالاند، على الحدود مع كينيا وإثيوبيا، والمصنفة على أنها مثلث مانديلا، وتستمر حتى 16 أغسطس الجاري.

ووفقا لبيان نشره الموقع الرسمي لمنظمة الصحة العالمية، تهدف الحملة إلى تطعيم 590803 أشخاص تبلغ أعمارهم سنة واحدة فما فوق، بمن فيهم النساء الحوامل في مقاطعات أفمادو وبيليت زاوو ولوق ودولو ودوبلي، وستتزامن حملة التطعيم الفموي ضد الكوليرا بين المجتمعات المحلية الحدودية مع إثيوبيا وكينيا.

وسيتم تنفيذ الحملة من منزل إلى منزل لمدة 5 أيام من قبل 788 فريق تطعيم يتكون كل منها من اثنين من الملقحين وكاتب البيانات وعامل سلسلة التبريد، وسيتم دعم كل فريق من قبل ناشط اجتماعي.

وتدعم منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) الوزارة الاتحادية للصحة والخدمات الإنسانية ووزارة الصحة في ولاية جوبالاند لإجراء الحملة.

يوفر "التحالف العالمي للقاحات والتحصين" اللقاحات اللازمة لتنفيذ هذا التدخل المنقذ للحياة.

وحتى نهاية يوليو 2023، أبلغ عن 11704 حالات يشتبه في إصابتها بالكوليرا، مع 30 حالة وفاة مرتبطة بها، من 28 منطقة متضررة من الجفاف في الصومال، نحو 54% من هذه الحالات كانت لأطفال تقل أعمارهم عن 5 سنوات: 52% منهم من الفتيات.

أعرب وزير الصحة في ولاية جوبالاند إسماعيل أحمد غاراس عن امتنانه العميق للتحالف العالمي للقاحات والتحصين على هذا الدعم الذي جاء في الوقت المناسب لوقف انتشار الكوليرا والحصبة في مثلث مانديلا.

وقال غاراس: "نحن ممتنون لكل من منظمة الصحة العالمية واليونيسف على دعمهما التقني والتشغيلي المستمر في إعداد العاملين الصحيين والتعبئة الاجتماعية وجامعي البيانات لحملة التطعيم ضد الكوليرا الحرجة والمنقذة للحياة".

وأضاف: "قد يكون نظامنا الصحي ضعيفا وهشا، لكن عزمنا على إنقاذ الأرواح راسخ، ونأمل مع شركائنا الموثوق بهم أن يساعد هذا التدخل في وقف انتقال الكوليرا والحصبة وإنقاذ عشرات الأرواح الغالية".

ومنذ عام 2017، شهد الصومال تفشي الكوليرا دون انقطاع، ويمكن أن يُعزى ذلك إلى قلة فرص حصول عدد كبير من الناس على المياه المأمونة وخدمات الصرف الصحي، وإلى تفاقم المخاطر الطبيعية، بما في ذلك الجفاف والفيضانات، بسبب النزاع الذي طال أمده وتشريد السكان على نطاق واسع. 

وفي الوقت نفسه، كان للجفاف المستمر والصدمات المناخية الأخرى في البلاد تأثير خطير على الصوماليين، في حين أدى إلى نزوح أكثر من 770 ألف شخص داخليا.

وجفت مصادر المياه السطحية وأدت إلى انعدام الأمن الغذائي في المجتمعات المحلية، ما يزيد من خطر الإصابة بالكوليرا، فضلا عن الأمراض الأخرى المنقولة عن طريق المياه.

ويحتاج ما يقدر بنحو 49% من السكان -7.7 مليون شخص- إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية أو الحماية في الصومال، ويقدر أن 6.13 مليون منهم قد تأثروا بالجفاف الحالي.

وقال ممثل منظمة الصحة العالمية في الصومال، الدكتور مأمون الرحمن مالك: "ربما كان من الممكن أن يتجنب الصومال خطر المجاعة ولكن ليس خطر المرض، لأن الجفاف الذي طال أمده يُظهر تأثيرا حقيقيا على حياة الناس في جميع أنحاء البلاد وخاصة في مثلث مانديلا.. إنه سباق مع الزمن لمحاولة منع تفشي الكوليرا والحصبة على نطاق واسع".

وشدد مالك على الحاجة إلى استجابة جماعية وفي الوقت المناسب، وأضاف: “يمكن أن تخرج الكوليرا والحصبة عن السيطرة في أي وقت من الأوقات بسبب طبيعتها المعدية”.

وتابع المسؤول الأممي: "إن استجابتنا الجماعية الطارئة لوباء كوفيد-19 العالمي هي مجرد دليل حي على كيف يمكن أن يؤدي العمل التعاوني في الوقت المناسب وتقديم تدخل عالي الجودة وقائم على الأدلة إلى حماية صحة السكان ورفاههم، حتى لو كان النظام الصحي هشا".

وفي حين أن الكوليرا لا تزال متوطنة في الصومال، وربما تكون حالة الجفاف الحالية قد أدت إلى تفاقم خطر تفشي المرض على نطاق واسع في جميع أنحاء البلاد، فإن التطعيم ضد الكوليرا بجرعة واحدة يستخدم كتدبير تكميلي للسيطرة على أي تفشٍ محتمل والانتشار في جميع أنحاء المنطقة. 

وللحد من انتقال الكوليرا وغيرها من الأمراض المنقولة عن طريق المياه، ستقوم وزارة الصحة -بدعم من منظمة الصحة العالمية واليونيسف- برفع مستوى الوعي بين السكان المستهدفين بشأن التدابير الاحترازية مثل الحفاظ على النظافة الشخصية الجيدة، وتحسين فرص الحصول على المياه المأمونة، وممارسة الصرف الصحي الآمن، وتوسيع نطاق الترصد النشط، والمشاركة المجتمعية والتوعية.

ومنذ يناير 2023، تلقى أكثر من 1.4 مليون شخص في 15 منطقة متضررة من الجفاف جرعة واحدة من لقاح الكوليرا.

 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية